رِسالة لن تصِل.

لم يمُر الكثير من الوقتِ منذُ آخر حديثٍ دارَ بيننا ..

لم أتصور بأنها قد تكونُ آخر محادثةٍ بيننا

لم أشأ حُدوث هذا..

بالأخصِ أنني كنتُ أمرُ بفترةِ اختبارات

آه كَم أهملتُ دراستي في تلك الفترة.. بالرُغمِ من أنني لم أنعَم بالنومِ والراحةِ ليلاً

فطيفُك وذكرياتُك كفيلانِ بسلبِ راحتي مني

ها قد مَر شهرٌ على رحيل سعادتي ..

ف كما تعلمُ.. لم يكُن لسعادتي معنىً من غيرك، من غير قُربك، صوتُك، طيفُك وكلُّك!

من أعطاك الحق بالرحيلِ عني ؟

أنت لي! لأجلي!

أنت مُلكي أنا!

ف كيف رحلتَ عني من غيرِ أسبابٍ ولا أعذار..؟

ما كان لينقُص أو لِيزيد منك شيءٌ إن أخبرتني بما حدث معك في تِلك الليلة..

لم أشأ بسماعهِ من غيرك ..

ف كيف يعلمُ صديقُك بما حدث قبل علمي به !

أنتَ أنا وأنا أنتَ..

أو كما يُقال .. جسدينِ ولكن القلب ذاتُه.

لن أقول كثيراً ماتخطُر على بالي ..

فإنكَ لا تغيبُ عنهُ والله شاهدٌ علي.

كثيراً ماتتردد علي هذه الاسئلة ؛

“هل اشتاق إلي؟”

“هل خطرتُ على بالهِ يوماً؟”

هل ما زال يعشقُ ثرائي؟”

والكثير غيرِها التي قد تُجبرني دموعي على كتمِها.

جفّ الحبرُ وجفّ الدمعُ، لكن نبضُ قلبي لن يجفّ من حُبك..

آه كم مرت الأيام والشهورُ بسرعةٍ فائقة ..

من يتصورُ بأن يوماً ما بعد بضعةِ شهورٍ قد يُصادِف اليوم الذي استوطنتَ فيهِ قلبي وكأنكَ ملكٌ امتلكَ مدينتي وعالمي وكُلي!

أو كما يُقال عند البعض بأنهُ اليوم الذي وجدتُ فيهِ جنتي في هذهِ الدنيا!

بالرُغمِ من إهمالِك لهذا التاريخ، لم أتجرأ في يومٍ بأن أهملهُ كما أهملتهُ أنت.

ولكني سأظلُ مُمتلئةً ومتمسكةً بأملِ رسالةٍ أو هاتفٍ قد يُسعدني الدهرَ كُله.

لطالما تمنيتُ بأن أشعُر بإهتمامِك للتاريخِ الذي جمعني بِك يا فُلان ..

ف كيف رحلت عني ولم تُحقق لي أمنيتي بعد ؟

وأنت الذي لم ترُد لي طلباً ذات يومٍ حتى وإن كلَّفك الأمرُ راحتك وسعادتك.

أثِقُ تماماً بأنك تقرأ ما أكتبُ دائماً،

ف من غيرُك الذي أكتبُ عنه ؟

ومن غيرُك الذي لطالما أسعدتهُ بالكتابةِ عنه ؟

ومن غيرُك الذي تركني وأنا في امسِّ الحاجة إليه..؟

لم أبكِ ليلة رحيلك،

فلا تندهش..

لأني مُت بعد رحيلك بثوانٍ

فكيف للميتِ أن يبكي..؟

وكيف له أن يصرُخ عالياً مُحتاجاً لقُربِك ..؟

حفِظك الله يا غائبي ..

موزه تُحبك.

One thought on “رِسالة لن تصِل.

Leave a reply to Nasser Cancel reply