إلى ذلك الصديقُ..
الذي سار معي نصف الطريق وتركني وحيدًا،
كان أول الواصلين حين أقعُ أرضًا، وأولُ يدٍ تُصفق لي حين أُكمل طريقي.
أفتقدُك، كتفك الذي أستند عليه لم يعد موجودًا..
خالٍ، أصبح يومي خالٍ منك.
أراك في البعيدِ تطمئن علي، يحنُّ قلبي، أتمالكُ نفسي بشدةٍ، أحكمُ يداي بقبضةٍ قوية، لتمنعني عن الاتصال بِك..
أحكمُ عيناي ودمعي، أحكمُ فمي، لأن لا أصرخُ عاليًا بدمعٍ منهمرٍ.. دمعٍ يكفي لتلك السنين.. التي قد لا أتردد يومًا، في أن أُلقي عليها بأنها أفضل أيامي، بحلوها ومرِّها. بقربك وبعدك.
لم تكن مجرد صديقٍ، كُنت أول من امتلك ثقتي بأكملها، كنت فريدًا من نوعك..
تخونني ذاكرتي لليوم الذي أتيتكُ طالبًا ورفضتني. كملاكي الحارسِ كُنت، تحتويني بقلبٍ كبيرٍ، قلبٍ نقي،
وكأنك تُكوِّن دِرعًا من جروحك، لتُطيِّب جروحي وأبتسم.. أبتسمُ وقلبكُ يضيق بالخفاء.. لم تشكِ يومًا، تُشاركني همّي وفرحي، وأشاركك فرحك دون همّك.. ألم يكن هذا ظلمًا؟ ظلمًا لتلك الصداقة التي دامت لسنين عدة.. لسنينٍ أخشى أن أُحصيها ف أُخطئ في عددها.
بالرُغم من حُزنك، من جروحك وضعفك، إلا أنك كنتَ بطلي، وستظل كذلك رغمًا عن البُعد.
بعيدًا عن العِتابِ والملامِ،
كُن على يقينٍ بأن دعائي يلازمك، أينما حطّت خطاويك.
صديقتُك الوفيّة..
موزَه.
٢٤.أبريل.٢٠١٨
١٠:٣٦ م